مكاسب الذهب والدولار في حالة من الانهيار المالي

وفي مقال نشر الشهر الماضي بعنوان 'ارتفاع خطر الانهيار المالي'، قال البروفيسور روبيني إن هناك 'ارتفاع في احتمالية حدوث كارثة مالية واقتصادية، إذ ستتمخض حالة الركود الشديدة عن خسائر مالية كبيرة وستجعل هذه الخسائر المالية المتزايدة والانهيار المالي بدورهما الكساد أشد قسوة'.

وسيقدم البروفيسور روبيني شرحاً مفصلاً للمشاركين في مؤتمر دبي يوم الأربعاء عن خطوات الانهيار كما يتوقعها والبالغ عددها 12 خطوة.

سيناريو الانهيار

تتلخص وجهة نظر روبيني بفكرة أن أسعار المنازل في الولايات المتحدة ستواصل الانهيار من حيث القيمة فاقدة ما بين 20-30٪ من قيمتها، ومتسببة في مزيد من الانخفاضات الكبيرة في الأصول لدى البنوك ومشاكل كبيرة للمستهلكين. والجدير بالذكر أن بنك "يو بي أس" قدر إجمالي الخسائر الأسبوع الماضي بنحو 600 مليار دولار.

وستضمن شركات التأمين خفض ديون المصارف، الأمر الذي سينجم عنه شطب حوالي 150 مليار دولار، وانهيار أسواق العقارات التجارية الأمريكية، ورفع تكاليف القروض الميسرة، واستنزاف الشركات الأمريكية، يتبعه رفع التكاليف الأساسية حتى 250 مليار دولار وانهيار محركات الاستثمارات الخاصة التي تقبع تحت ضغط كبير حالياً.

وسيتبع ذلك أو على الأرجح سيصاحبه انهيار في سوق الأسهم الأميركية، وفشل الصناديق التحوطية وضغط عكسي على أسعار جميع الأصول. كما ستنخفض السيولة في الأسواق المالية بشكل أكبر بكثير من وضعها المتأزم أصلاً في الوقت الحاضر.

هل يمكن أن يكون البروفيسور روبيني على حق؟ لقد كان البروفيسور روبيني من أوائل من توقع حالة الركود في الولايات المتحدة في شهر يوليو من العام 2006. وستجد أنه من الأرجح أن يكون البروفيسور على حق إذا قارنت الأوضاع الحالية في الأسواق المالية مع بداية أطروحته.

استجابة الاستثمار

كيف يمكنك أن تحمي نفسك من هذه الكارثة؟ يعتبر العيش في الخليج الغني بالنفط أمراً جيداً، لأنه من المرجح أن يدعم التضخم الناتج عن الاستجابات النقدية أسعار السلع في الوقت الذي سيؤثر فيه الركود في الولايات المتحدة الأمريكية على أسعار النفط العالمية وتدفقات التجارة، وقد تحقق الدول الخليجية مكاسب في مثل هذه الحوادث كما حصل في أواخر السبعينات.

ويدور جدل أيضاً حول مصير الدولار الأمريكي في مثل هذا السيناريو. ويوحي المنطق بانخفاض فوري لقيمة الدولار في بداية العملية، وهو الأمر الذي نشهده الآن.

ولكن سيكون هناك توجه للدولار كملاذ آمن في الوقت الذي سينهار فيه سوق الأصول، ولا تتصور للحظة أن يستطيع العالم الإفلات من تأثير هذا الانهيار المالي - إذا ما عانت الولايات المتحدة الأمريكية من أزمة ما فإن تأثر باقي دول العالم وخصوصاً معظم الأسواق الناشئة سيكون كبير جداً.

ولذلك، إذا كان البروفيسور روبيني على صواب، ستبقى المعادن الثمينة والدولار الذي يعد العملة الرئيسية لاحتياطيات العالم المكان الآمن للأموال. وستشكل بالتالي ملاذك الوحيد إذا كنت لا تثق بالدولار، في وقت اقترب فيه الذهب من 1000 دولار للأوقية والفضة 20 دولار